Translate

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

مكافحة التمرد Counterinsurgency كناية لطيفة عن الظلم - حالة العراق - دكتورة/ داليا وصفي


قال باتريوس في يناير 2010:" في الواقع نجد أنفسنا الآن، والشعب العراقي - في مكان أفضل بكثير مما كان عليه قبل عامين، مع التقدم على جميع الجبهات - الأمنية والاقتصادية، والسياسية ... وكانت المكاسب التي تحققت في العراق كبيرة"
و لكني تلقيت رسالة من صديق يعيش في العراق في 14/9/2011 يقول فيها:
" أنا أسف لقول ذلك و لكن الحياة في العراق اصبحت مستحيلة بالنسبة لي و اريد حقا مغادرة البلاد. لقد عشت في الفلوجة من 2000 و حتى 2005 و اصيبت أمي بسرطان الثدي و صدقوني فنحن في جحيم، لم يتبقى لنا أمل أو مستقبل، لقد قتلوا داخلنا كل مشاعر الحب و تركوا الكراهية فقط.... لقد جعلونا نكره العراق!! اود ان اجد من يرشدني لأي ضوء في نهاية هذا النفق المظلم"
عندما اتحدث عن العراق اتذكر ذكريات طفولتي و صوري في بيت العائلة ، فقد ولدت عام 1971 و كان والدي يدرس في جامعة جورج واشنطن و تزوج أمي هناك و كان لدينا منزلنا في البصرة .... و لكن اغلب الناس عندما تحدثونهم عن العراق يتذكرون صور صدام حسين!!
كان هناك 27 مليون عراقي يعيشون مع صدام في نفس الوطن، و بطبيعة الحال تحت مظلة أي نظام هناك من يخسر و هناك من يستفيد، و لكن الشعب العراقي هو من يدفع ابهظ الأثمان حاليا.
صوري العائلية مع والدي و أختي، يمكن النظر إليها على اعتبار انها صور لعائلة عراقية, كما يمكن النظر اليها على اعتبار انها صور لعائلة امريكية كذلك!!!
عائلة والدتي من الأشكيناز الفارين من النازي!!! لذلك افعل من أجل كل هؤلاء ما أفعله الآن....
و الآن فلنذهب لبعض التعريفات:
-          التمرد (Insurgency):
هي حركة منظمة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة التي تشكلت من خلال استخدام التخريب والصراعات المسلحة.
-          اللاانسانية مقابل الثورية و الوطنية:
التمرد يبدو لنا مصطلح لاانساني و يستخدم ليعطي انطباعا سلبيا على من يقوم به، فنحن في ليبيا مثلا، لا نطلق هذا المصطلح على من يقاومون الحكومة الآن هناك ، و لكننا نسميهم "ثوار".
و إذا تذكرنا معا الفيلم الأمريكي "القلب الشجاع" و ويليام والاس، بطل الفيلم، سنجد انه بطل و" ثائر" بالنسبة للأسكتولنديين  الذين بفضل أمثاله تحرروا من الهيمنة الإنجليزية، بينما يعتبره الإنجليز "متمرد".
مثال آخر، هو جورج واشنطن، فهو بالنسبة للأمريكيين بطل و بالنسبة لإنجلترا متمرد.
فنحن ما زلنا نسمع تلك المصطلحات اللاانسانية، فنسمع "المتمرد" و "المتشدد" و "العدو المقاتل" و كل هؤلاء بالتأكيد يصبحون اعداءا لأمريكا !!! و أصبحنا نسمع مصطلح أكثر خطورة مثل "رجل في سن العسكرية" بالعراق، كما سمعناه من قبل في فييتنام.
طبيعة السكان في أغلب دول العالم، تكون غالبيتها من النساء و الأطفال، و لكننا نرى في العراق فقط، الرجال الغاضبين الذين يرتدون الثياب السوداء و يخفون وجوههم و يصيحون بكلام لا نفهمه بلهجة غاضبة، و لكننا نعجز أن نرى سياساتنا التي أغضبتهم ، و لا النساء و الأطفال في الدول التي نحتلها!!
فلنذهب إلى المزيد من التعريفات...
مكافحة التمرد:
هي تلك الإجراءات العسكرية وشبه العسكرية والسياسية والاقتصادية والنفسية، والمدنية التي تتخذها الحكومة لهزيمة التمرد.
شرطة الإمبراطوريات ضد المستعمرات:
في تقرير صادر عن RAND في 2004 ، ذكر أن "مكافحة التمرد" هي بمثابة التطور لما كان يعرف "بشرطة الإمبراطورية" ضد مستعمرات تلك الإمبراطورية.
مكافحة التمرد، المعروفة سابقا بشرطة الإمبراطورية، والتكتيكات التي استخدمت لقمع التمرد على الإستعمار سابقا خلال القرن ال18، و ال19، وأوائل القرن ال20 كانت في كثير من الأحيان قابلة للتعديل بسهولة في الحملات اللاحقة  في منتصف القرن العشرين.
نفس تكتيكات "شرطة الإمبراطورية" المستخدمة من قبل بريطانيا في 1950، تستخدمها الولايات المتحدة في العراق في عام 2004.
منذ عام 2007 تغيرت تكتيكات قليلا ولكن المعركة من أجل القلوب والعقول كانت قد انتهت قبل أن تبدأ.
و كما استخدمت انجلترا تكتيكات مكافحة التمرد ضد سكوتلندا و امريكا، فإن أمريكا تستخدم نفس التكتيكات ضد فيتنام و السلفادور وافغانستان و العراق الآن.
و كما نص التقرير، ان فيتنام و العراق تشكلان لأمريكا مثلث تاريخي مشحون بسبب النتائج المؤسفة فيهما، و لم يكمله إلا الضلع الخاص بالتجربة الأمريكية في السلفادور.
و لنبدأ بفييتنام، فقد كان هناك ما يسمى ببرنامج العمليات المدنية ودعم التنمية الثورية (CORDS) ، للتنسيق بين برامج الولايات المتحدة المدنية و العسكرية و السلمية في فييتنام. حيث استخدمت المعلومات الأنثروبولوجية لتحديد المناطق البشرية المتواجد بها الفيتكونج و انصارهم.......لقتلهم... و لا أحد يتذكر هؤلاء، مثلما نتذكر نحن ضحايا 11 سبتمبر, مع ان الفاعل في الحالتين، أجانب قدموا لقتل مواطنين في ديارهم.
قال كل من روبرتو جونزاليس و ديفيد برايس و هم من علماء الإنثروبولوجي، في مؤتمر تحت عنوان " عندما يصبح علماء الإنثروبولوجي  أدوات لمكافحة التمرد"...."اثناء الحرب العالمية الثانية و الحرب الباردة، استخدم الجيش الأمريكي و المخابرات الأمريكية ما قام به علماء الإنثروبولوجي من أعمال لتحقيق أهداف عاجلة، و تم تجاهل كل المعلومات المخالفة لمعتقداتهم و لنماذجهم المؤسسية".
بالطبع يمكننا تفهم نوايا هؤلاء العلماء الطيبة، و لكن من ناحية اخلاقية ، لابد ان نراعي ما قد تسببه المعلومات التي نقدمها للساسة للشعوب من معاناة. فقد استخدم ايضا علماء علم النفس لتحديد أساليب التعذيب التي استخدمناها..!
و من ابرز ما تم في فييتنام، عملية العنقاء و التي قامت بها قوات محترفة و مدربة للقيام بالاغتيالات و ممولة من المخابرات الأمريكية، ما بين عامي 1968 و 1972، و قد اسفر ذلك عن قتل ما بين 26000 إلى 50000
و الآن إذا ما انتقلنا للسلفادور، لن نجد الفارق كبير، فقد كان هناك ما يسمى ببرنامج المعونة العسكرية الأمريكية، و الذي دخل على أساسه للسلفادور اكثر من 4.5 بليون دولار ما بين 1980 و 1990لدعم الحكومة لقمع المتمردين و كان هذا في حكم كل من كارتر و ريجان. و في مزيد من الدعم تم استخدام "مدرسة الأمريكيتين" و التي اسست في الستينات، و نالت شهرة و سمعة سيئة في الثمانينات ، لتدريب القوات الوطنية السلفادورية على عمليات التعذيب و الإغتيال و الإبتزاز.
و اللطيف انه بعد ان تم فضح هذه المدرسة من قبل مجموعة SOAWatch ، كل ما حدث من تغيير هو تغير الإسك فقط إلى "معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني" . و بفضل دعمنا لحكومة السلفادور، تضاعف حجم قواتها خمسة اضعاف!
تلك الفرق المدربة على القتل، قتلت قادة التمرد و انصارهم و الآلاف من المدنيين و اختفى الكثير من المواطنين كذلك. و من ضحايا هؤلاء اعضاء الكنيسة الكاثوليكية و الأب اوسكار روماريو و أربعة راهبات. و بلغ عدد القتلى في السلفادور 75000 ، بينما تجاوز العدد في امريكا الوسطى كلها اكثر من 300000 انسان!
و الآن لنذهب للعراق. في الثمانينيات كانت علاقتنا بالعراق و بصدام حسين استراتيجية و دعمناهم في حربهم على ايران و التي امتدت 8 سنوات، و كان دونالد رامسفيلد صديقا لصدام حسين في هذا الوقت، و الجرائم التي تم اعدام صدام بسببها في 2006، كانت قد ارتكبت في هذا الوقت!
و بدأت المرحلة الثانية، عندما قام صدام بغزو الكويت في 2 اغسطس 1990 و في 6 اغسطس 1990 تم فرض العقوبات على العراق لإجبارهم على الإنسحاب. و في 17 يناير 1991 بدأت الغارات البريطانية/ الأمريكية على العراق و التي استمرت 42 يوما على التوالي، و القينا 88500 طن من المتفجرات على دولة حجمها ليس اكبر بكثير من حجم كاليفورنيا. و قد ضربنا البنية التحتية المدنية في مخالفة مباشرة للقانون الدولي، و دمرنا نظام الرعاية الصحية العراقي و الذي كان من افضل الأنظمة و الذي كان يعتمد على الطاقة الكهربية، عندما دمرنا الشبكات الكهربية. كما استخدمنا اليورانيوم المنضب و الذي سبب أمراض السرطان و تشوه الأجنة و حمى حرب الخليج. و قد استمرت العقوبات الإقتصادية على العراق لمدة 12 عام، حتى بعد انسحابها الكامل من الكويت.
و بسبب كل ما سبق، اشارت بعض الدراسات لوفاة من 1،2 إلى 1،8 مليون شخص في العراق بسبب المجاعات و نقص الرعاية الطبية، منهم 500000 طفل.
و الآن نأتي لمرحلة الصدمة و الرعب، و المقصود هنا ورقة بحثية بعنوان " الصدمة و الرعب: للوصول للهيمنة السريعة" قام باعدادها هارلم اولمان و جيمس وايد من الجامعة القومية للدفاع. و من العنوان يظهر لنا انها الطريقة التي يمكن لك من خلالها التحكم في الجماهير. و الهدف من ذلك ارباك و تحطيم اي ارادة للمقاومة ، لحرمان الخصم من أي خيارات فيما عدا الرضوخ لأهدافنا الإستراتيجية و العسكرية. و هذا ما يطلق عليه ...... الإرهاب.
و بعد تلك المرحلة و ترسيخ احتلالنا للعراق، كان ذلك يستلزم استخدام استراتيجيات "مكافحة التمرد".
و من هنا بدأنا في تطبيق مبدأ "فرق تسد"، و اسسنا الحكومة العراقية على اساس طائفي لنرسخ الانقسام و نؤسس له.
و قد احتوى المجلس الحاكم في العراق على اعضاء معروفين تماما لدينا، منهم ـ أحمد الشلبي المدعوم ماليا من امريكيا و اياد علاوي عميل المخابرات المركزية الأمريكية!
فحقيقة الأمر انه لا توجد ديمقراطية في العراق، فقد كنا مايسترو لما يحدث هناك. و هناك من وجدوا لأنفسهم وظائف مرموقة بعد سقوط بغداد و سنذكر أربعة فقط منهم، و هم: جون نجروبونتي ، جايمس ستيل من الضباط المتقاعدين في الجيش الأمريكي ، ستيفن كاستيل، و الجنرال رشيد فلايح و الذي كتب عنهم الصحفي ماكس فوللر.
و لنبدأ بجون نجروبونتي، و الذي ارتبط اسمه بالموت و القتل في اكثر من مكان... فالبداية كانت في هندوراس من 1981 إلى 1985و في تلك السنوات كان ينظم دعمنا الخفي لميليشيات الكونتراس و التي كان من ضمن نشاطها استهداف المدنيين في نيكاراجوا مثلا. و كان ينظم تدريب الكتيبة 3-16 كفرقة موت في هندوراس على الإغتيالات و التعذيب.
و قد تم تعينه من يونيو 2004 و حتى ابريل 2005 سفيرا لأمريكا في العراق، للإشراف على دعم فرق الموت هناك.
اما بالنسبة لجايمس ستيل، فقد خدم في فيتنام ، ثم من 1984 إلى 1986 في السلفادور ، حيث كان يدير المجموعة الإستشارية العسكرية هناك، و قد ساهم في تكوين و اعداد فرق عسكرية خاصة في اوج الحرب الأهلية هناك و بالطبع كل هذا تحت غطاء "مكافحة التمرد". و هكذا يتضح لنا ان اي تدخل منا في شأن الدول الأخرى الداخلي ، ينهي الأمر في صورة حرب أهلية!!
و بعد سقوط بغداد في عمل كمستشار للسفير الأمريكي فيما يخص ملف قوات الأمن العراقية. و قد اشرف على تدريب القوات الخاصة العراقية التابعة لوزارة الداخلية العراقية  على " مكافحة التمرد" و هو يعمل حاليا في الداخلية العراقية!!!. من الجدير بالذكر ان القوات الأمريكية قامت بتأمين وزارة الداخلية العراقية و وزارة البترول و حقوله فقط، بعد سقوط بغداد، و فيما عدا ذلك، كان سلب اي شيء متاح.
و عن ستيفن كاستيل، فقد كان في عام 1971 نائب مأمور في الينويز، و في 1972 اصبح احد وكلاء وزارة العدل في مكتب المخدرات و العقاقير الخطرة. و الذي اصبح معروفا فيما بعد بإدارة مكافحة المخدرات.
و استمر بالعمل في تلك الإدارة و بالتنسيق مع المخابرات المركزية في 1988 شارك في عملية القمة الثلجية في بوليفيا و اسس فرق موت نحت مسمى "مكافحة التمرد" كالعادة ، و لا يتذكر منها السكان إلا التعذيب و الإغتصاب و الإعدام خارج نطاق العدالة. وصل في عام 1999 لمنصب مساعد مدير الإستخبارات بإدارة مكافحة المخدرات. و بعد سقوط بغداد و تحديدا من أكتوبر 2003 و حتى يوليو 2005 كان مستشارا لوزارة الداخلية العراقية و درب و اسس الشرطة العراقية.
و اخيرا نأتي للجنرال رشيد فلايح و الذي كان يعمل في وزارة الداخلية في عهد صدام حسين، و من الممكن تصنيفه كبلطجي بعثي سابق! فعندما شجعت الإدارة الأمريكية الشيعة في العراق على الخروج على صدام، كان من قمعهم هذا الرجل بأوامر من صدام! و الغريب انه احتفظ بوظيفته كما هي بعد الغزو..! و نحن لا يعنينا ما يفعله الأخرون طالما يخدمون أهدافنا كالعادة.. و كان هذ الرجل يدرب قوات الكوماندوز العراقية مثل فرقة الذئاب و العقرب و غيرها.
نحن نزرع الفتنة الطائفية لإستغلالها، فمنذ 1400 سنة بالعراق لم تكن موجودة تلك الفتنة إلا بعد الغزو الأمريكي و نفس الشيء حدث بالسودان و غيرها من الدول التي تدخلنا فيها. و لعل من اظرف القصص في هذا الصدد، قصة اعتقال شخصين في سبتمبر 2005 في البصرة من قبل الشرطة العراقية بعد الإشتباه بهم و بسيارتهم، و قد اتضح انهم عملاء انجليز كانوا على وشك القيام ببعض العمليات التفجيرية.... و تم تحريرهم من قبل قوة انجليزية بعد اقتحام قسم الشرطة و قتل بعض افراده... نعم  فالارهاب الوهمي هو من أفضل اصدقاء المحتلين ، نحن نزرع الفتنة و نخلق الصراعات بين ابناء العراق، لنهرب في النهاية بالنفط!!!
في الواقع جدتي سنية و جدي شيعي، و لم يكن هذا بغريب اطلاقا في المجتمع العراقي قبل الغزو....و لم تظهر احياء بالكامل سنية و اخرى شيعية و اخرى مسيحية إلا بعد الغزو.
و ختم ماكس فوللر مقاله قائلا: "ويتكرر هذا النمط مرة بعد مرة في كل ما يسمى حرب مكافحة التمرد الإمبريالية. فخلف كل حرب منهم ، نكتشف واقع اليم من الاستغلال والحرب الطبقية، كما أظهرت لنا ذلك القوى الإمبريالية المتتالية، وخلاصة القول في ان ما يتم مكافحته هو مكافحة آمال وأحلام الناس العاديين من خلال اللجوء إلى نشر الرعب عن طريق ممارسة العنف الشديد."
نعم نحن دخلنا العراق لاستغلال ثرواته كما فعلنا في افغانستان، فقد مات بن لادن و لكن هناك الكثير من المناجم و المعادن التي لم ننهبها كما ان حقول النفط في العراق لم تنضب بعد.
و الآن لنعود لديفيد باتريوس و ماكتبه في 2010: مباديء مكافحة التمرد، دروس مستفادة من العراق:
1-      التركيز على الشعب
2-      العمل عبر الحدود
3-      تطبيق المبادرات
4-      الحياة وفقا لقيمنا
و لنأخذ نقطة نقطة منهم، ففيما يتعلق بالتركيز على الشعب، بالنسبة للأمريكيين، فقد وصل معدل انتحار قدامى المحارمين إلى 18 في اليوم!! ، أما الشعب العراقي فقد دمرنا بنيته التحتية، اسقطنا القانون و النظام، اجهزنا على منظمات المجتمع المدني، اسقطنا نظام ممتاز للرعاية الطبية، دمرنا النظام التعليمي، انتجنا فرق موت كثيرة، و اخيرا خسرت المرأة كل حق لها. هناك 5 ملايين يتيم الآن بالعراق من واقع 27 مليون كانوا يعيشون قبل الغزو! و انتشرت الدعارة و تجارة البشر و دمرنا البيئة هناك فقد استخدمنا السلاح الكيميائي و النفايات النووية و قد مات من 1،2 إلى 1،5 مليون شخص منذ 2003 بينما هرب من العراق اكثر من 5 ملايين لاجيء.
ثانيا، إذا ما انتقلنا للنقطة التالية، و هي العمل عبر الحدود، و قد تعاونت في ذلك المخابرات المركزية مع الجيش الأمريكي و استغلوا العلماء من مختلف التخصصات، الإنثروبولوجي، الطب النفسي، و علم الإجتماع و غيرها من التخصصات، و على هؤلاء ان يفهموا ان ما يقومون به لو لم يندرج تحت العمل الغير اخلاقي بعد كل ما تكشف لنا فهو يندرج تحت التحريض و المساعدة على الجرائم!!!
ثالثا، تطبيق المبادرات، و يعني ذلك تحويل فكر القادة الكبار لواقع ملموس على الأرض.... فهل من الممكن اعتبار انتهاكات سجن ابو غريب من ضمن تلك الحالات؟
رابعا، الحياة وفقا لقيمنا، فحقيقة ان الأعداء يعذبون و يكذبون و يقتلون دون تمييز، لا تمنحنا العذر للتخلي عن ما نعرف جيدا انه الصواب.و على النقيض من تلك المقولة، فقد رأينا التلذذ بالقتل و التعذيب و اخذ الصور التذكارية من قبل الجنود الأمريكيين في افغانستان و العراق و غيرهما.
تذكرت كلمات الجنرال سميدلي باتلر و الذي كان يعمل بالبحرية الأمريكية من 1898 و حتى 1931 عندما قال:" لقد قضيت 33 عاما و أربعة أشهر في الخدمة العسكرية، و طوال تلك الفترة كنت بمثابة الرجل المفتول العضلات الذي يحمي الشركات الكبرى، و وول ستريت و البنوك الكبرى. باختصار لقد قمت بدور المبتز و رجل العصابات لصالح الرأس مالية"
و نلخص من هذا إلى ان "مكافحة التمرد" ما هي إلا عملية ابتزاز للشعوب.
و الحروب لا تهدف إلا إلى المزيد من الإبتزاز و قد كانت هكذا على الدوام. فهي اقدم انواع الابتزاز و اسهلها و اكثرها شرا و جلبا للنفع للمبتز او المستعمر. و ارباحها بالدولارات بينما تتمثل خسائرها في فقد الكثير من الأرواح. فالابتزاز يمكن وصفه بانه شيء ليست حقيقته كما تبدو لأغلب الناس. و لكن دائما ما توجد مجموعة "بداخل" تلك العملية هي التي تعلم حقيقتها. و تدار لحساب القلة على حساب الكثرة، فمن خلال الحروب، يحصل القليل من البشر على الكثير من الثروات"

ترجمة: سعيد عز الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق